العودة إلى المدرسة: نصائح ما بعد COVID
شهر آب هو شهر المشاعر المختلطة بالنّسبة للأطفال، الصّيف على وشك الانتهاء والعام الدّراسيّ على مقربة من أن يبدأ. وهذه الفترة الانتقاليّة تجمع بين مشاعر متناقضة مثل التّرقّب والإثارة والشّكّ بالنّسبة للأطفال، وحتّى الآباء يشعرون بالارتباك في نهاية آب عندما تقترب المدارس وتختلف الجداول الزّمنيّة. لطالما أحببت هذا الوقت من العام، لا سيما رحلة التّسوّق السّنويّة لشراء مستلزمات المدارس، بينما أشقّائي لم يشعروا بهذا الشّعور نفسه؛ بل تملّكهم شعور بالخوف من الأسبوع الّذي يسبق أوّل يوم في المدرسة.
يتفاعل كلّ طفل مع هذا التّغيير بطريقة مختلفة، وعادة ما يكون هناك طرق عدّة يمكن للوالدين وأفراد الأسرة المساعدة من خلالها على تسهيل هذا الانتقال الكلّيّ المفاجئ. ولكن هذا العام مختلف عن الأعوام السّابقة؛ فقد عاش الأطفال هذا العام تجارب مختلفة في كلّ جانب من جوانب حياتهم، وبقي معظمهم في المنزل لأكثر من عام حتّى نسوا شعور شراء اللّوازم المدرسيّة وأصبحوا متحمّسين بشأن اليوم الأوّل من المدرسة والالتقاء بأصدقاء لم يلتقوا بهم طوال الصّيف.
ومن الأمور المختلفة أيضًا، أنّ الأطفال هذا العام سيرتدون كمامات ولا يمكنهم مشاركة الطّعام مع أصدقائهم أو اللّعب في مجموعات كبيرة. هذا العام مختلف بلا شكّ، ونحن الآباء جميعًا قلقون بشأن أطفالنا وتجربتهم القادمة.
صعوبة العودة إلى المدرسة في ظلّ هذه الظّروف تمتزج بإثارة لم تحصل في السّابق للأطفال؛ هم الآن توّاقون ليعودوا إلى الحياة الطبيعيّة من جديد. لقد جمعت بعض النّصائح القيّمة في التّعامل مع هذه الظروف من بعض أولياء الأمور والمعلّمين الّذين تسنّى لهم الذّهاب إلى المدرسة لبضعة أشهر خلال فترة الوباء وأنوي استخدامها مع أطفالي ومشاركتها معكم للاستفادة منها:
1- تحدّث إلى طفلك ودعه يعبّر عن مشاعره وأخبره أنّ أيّ شيء يشعر به طبيعيّ، وشجعه على طلب المساعدة من موظّفي مدرسته ومعلّميه في أيّ وقت. دعه يعرف أنّه ليس وحده وأنّ الأطفال الآخرين جميعهم بحاجة إلى الدّعم والمساعدة في هذا الوقت أيضًا. ركّز على مزايا التّواجد في المدرسة ووضّح له أهمّيّة التّعليم لمستقبله، وأخبره عن الأيام السّعيدة الّتي قضيتها في المدرسة والصّداقات الدّائمة الّتي كوّنتها. كن إيجابيا وذكّره بجمال تعلّم الأشياء الجديدة والمشاركة في الأنشطة الممتعة.
2- استخدام سبّورة بيضاء في المنزل تذكّره بما يحتاج إليه في حقيبة الظّهر حتّى لا ينسى أيّ شيء أو يشعر بالضّياع والارتباك في المدرسة. يجب أن تتضمّن القائمة الكتب أو الجهاز اللّوحيّ (الآيباد) واللّوازم المدرسيّة ووجبة الغذاء والواجبات المنزليّة وأيّ شيء آخر قد يحتاجه.
3- ابدأ العمل على تعديل جدول نومه في أقرب وقت ممكن، ويفضّل أن يكون ذلك في الأسابيع الّتي تسبق العام الدّراسيّ الجديد حتّى يكون جسمه مرتاحًا ويمكنه التفاعل بشكل صحيح طوال اليوم. يسير هذا جنبًا إلى جنب مع توفير وجبات صحّيّة ووجبات خفيفة داخل المدرسة وخارجها.
4- ابحث مع طفلك عن الأنشطة الجديدة الّتي يمكنه تجربتها في المدرسة وأخبره عن أهمّيّتها، ذكّره أيضًا بأنّ العام الدّراسيّ الجديد هو فرصة للتعرّف إلى أشخاص لديهم اهتمامات مماثلة وتكوين صداقات جديدة.
5- اشرح له قواعد السّلامة في المدرسة مرورًا بالمستجدّة منها، وأجب عن أيّ أسئلة يطرحها طفلك حول استخدام الكمامات أو العادات الصّحّيّة الطارئة. حافظ على هدوئك في الأوقات جميعها حتّى إذا كان طفلك يتحدّاك واستخدم الكلمات الّتي يفهمها.
6- شارك تجربتك الخاصّة في المدرسة وأكّد لطفلك أنّك تتفهّم ما لديه من قلق بشأن التّعامل مع معلّم جديد أو الذّهاب إلى فصل دراسيّ مختلف حيث لا يعرف أيّ شخص فيه. ساعده على فهم أنّ هذا كلّه جزء من العمليّة التّعليميّة وسينتهي به الأمر بتكوين أصدقاء جدد وتجارب لا تُنسى تظلّ معه حتّى يصبح أبًا. أشعر طفلك بالرّاحة دائمًا وأكّد له أنّك ستكون حاضرًا للمساعدة في أيّ صعوبات قد يواجهها.
تذكّر دائمًا أنّ المدارس أماكن آمنة وملهمة لأطفالنا للتّعلّم والنّموّ وصقل هويّتهم الخاصّة. تذكر ذلك العام الصّعب الّذي تحمّلته حينما كان التّعليم من المنزل، واعلم أنّه وإن كان التّغيير صعبًا، فيمكنك القيام به أيضًا!
يتوفر تطبيق أقرأ بالعربية على كل من Google Play و App Store
للمزيد من المعلومات يرجى زيارة موقعنا الالكتروني: https://app.ireadarabic.com